احمِ مزرعتك من الخطر الصامت: دليلك الوقائي لمواجهة إنفلونزا الطيور

إعداد: أ.د.صفوت كمال

 أستاذ الميكروبيولوجي بمعهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية – مركز البحوث الزراعية

يُعتبر مرض إنفلونزا الطيور من أهم الأمراض الفيروسية التي تُسبب خسائر اقتصادية فادحة، بالإضافة إلى ما يمثله من خطر على صحة الإنسان، وهو شائع الحدوث في الدواجن (الدجاج – السمان – الديك الرومي، وهو حساس للمرض بشكل خاص، بينما البط لا تظهر عليه أعراض، لكنه يعمل كخازن للفيروس).

ومن أخطر الأمور قيام أهالي الريف بتربية الطيور أمام بيوتهم المطلة على الترع، حيث يتركونها تهيم في الترع طوال النهار، مما يعطي فرصة لظهور المرض وانتشاره عن طريق مياه الترع. أما الحمام، فلا يُصاب بإنفلونزا الطيور، ولكنه قد ينقل المرض من مكان إلى آخر.

مصدر العدوى

ـ كل أنواع الطيور قابلة للعدوى بفيروس الإنفلونزا، ومعظم حالات العزل تمّت من الطيور المائية البرية، خاصة البط البري الذي لا تظهر عليه أي أعراض، ويُعتبر أهم مصدر لعدوى الدجاج.

ـ تُعد أسواق بيع الطيور الحية من أهم مصادر العدوى بفيروس الإنفلونزا.

ـ اختلاط الطيور من مصادر مختلفة، وتلوث المعدات ووسائل نقل الطيور بإفرازات الطيور المصابة، وشراء طيور غير معلومة المصدر، كل تلك العوامل تساهم في انتشار مرض الإنفلونزا في مزارع الدجاج التجاري، والدجاج البلدي والمحلي والمستنبط.

ـ انتشار المرض داخل المزرعة من طائر لآخر يكون عن طريق تلوث الهواء والغذاء بالإفرازات الملوثة، ولكن لم يُثبت أن الفيروس ينتقل من مزرعة إلى أخرى عن طريق الهواء. وينتشر المرض بين الحظائر عن طريق زرق الطيور المصابة والمعدات والأجهزة الملوثة.

أعراض المرض

فترة حضانة المرض من بضع ساعات إلى 3 أيام، وتعتمد على جرعة الفيروس وضراوته وطرق العدوى وجنس الطيور المصابة. وتنتقل العدوى بين قطعان الدواجن عن طريق تلوث العلف، ومياه الشرب بإفرازات الأنف وبراز الطيور المصابة، وكذلك تلوث أدوات العنابر ووسائل النقل وأقفاص الدواجن الملوثة.

وفي الطيور البياضة يظهر المرض في صورة خمول وفقدان الشهية، وإسهال مائي، وانقطاع إنتاج البيض، واحتقان وتورم العرف والدلايات مع انتفاخ حول العين، واحتقان الملتحمة، وزرقة الأرجل، ويحدث النفوق بعد 24 ساعة من ظهور الأعراض وقد يستمر لمدة أسبوع. وفي بداري التسمين تكون الأعراض غير مميزة للمرض، وتزيد نسبة النفوق كأول علامة مع أعراض عصبية. وفي الرومي تكون الأعراض مماثلة كما في البياض ولكن لفترة أطول، ويمكن أن يصاحبها تورم للجيوب الأنفية. أما في البط والأوز فتظهر عادة على الطيور الصغيرة في صورة هزال وفقدان للشهية، إسهال وتورم للجيوب الأنفية، أما الطيور الكبيرة في السن فلا تظهر عليها أي أعراض، بالرغم من أنها قد تكون حاملة للفيروس.

التحكم والتخلص من المرض والاشتراطات الصحية والأمان الحيوي تُعتبر أهم خطوة للوقاية ضد المرض وتشمل ما يلي:

أولاً: العزل
هي الإجراءات التي تُتخذ لعزل القطيع تماماً داخل المزرعة ومنع دخول مصادر العدوى.

1ـ إن انتشار الفيروس بالنقل يتم عن طريق أي كائن حي (سواء إنسان، طيور، قوارض، حشرات)، خاصة عمال المزرعة.

2ـ عمل سور حول المزرعة للحد من الحركة إلى المزرعة.

3ـ يُمنع دخول طيور جديدة إلى العنابر التي سبق تربية طيور مصابة بها قبل مرور 3 أسابيع بعد إجراء التطهير.

4ـ الاهتمام بإزالة كافة الحشائش والمزروعات من حول الحظائر التي تمثل مأوى وغذاء لحامل العدوى.

5ـ في أماكن تواجد الطيور المائية والبحرية يجب ألا يُربى الدجاج في ساحات أو عنابر مفتوحة.

6ـ يجب الحد من حركة الأشخاص والمعدات، وإدخال طيور غير معلومة الحالة الصحية إلى المزرعة.

7ـ القضاء على القوارض والحشرات والحيوانات الضالة التي يمكن أن تنقل الفيروس.

8ـ ردم البرك والمستنقعات التي يمكن أن تجذب الطيور المائية البرية.

9ـ إرشاد العاملين بالمزرعة بشأن خطورة المرض وطرق انتشاره عن طريق أسواق الطيور الحية والتربية المنزلية.

10ـ منع تراكم أي بقايا علف في ساحات وأرضية المزرعة حتى لا تجذب الطيور البرية.

11ـ يجب التنبيه على العاملين بالمزرعة بالتعامل بحذر مع الطيور البرية الميتة التي قد تتواجد بالمنشأة، واعتبارها مصدرًا للأوبئة والتخلص منها بالحرق.

12ـ يجب على العاملين الاستحمام واستخدام ملابس وأحذية خاصة بالعمل بالمزرعة، وذلك قبل الدخول لحظائر الدواجن.

13ـ منع انتشار فيروس الإنفلونزا عن طريق تلوث المعدات، وتشمل:

أ. يجب التأكد من عدم تلوث عمال الخدمات ووسائل النقل والمعدات بالزرق أو الفرشة، والاهتمام بغسيل وتطهير إطارات السيارات الداخلة إلى المزرعة.

ب. يجب تنظيف وتطهير كافة الأقفاص والسيارات المستخدمة في نقل الطيور.

ج. يجب غسل وتطهير آلات سحب البِلة.

د. يجب تطهير السيارات العائدة من المعمل من الداخل (الدواسات).

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.