رئيس التحرير

إلى زوجتي وكل زوجة مصرية.. شكراً لعطائكن في رمضان

بقلم: د.أسامة بدير

ساعات قليلة تفصلنا عن وداع شهر رمضان، وأجد نفسي مدفوعاً لكتابة هذه الكلمات، لا لشيء سوى أنني أشعر بامتنان عميق لزوجتي التي تحملت عناء هذا الشهر بكل حب وصبر. كم تعبتِ وتحملتِ، يا رفيقة دربي، في إعداد وجبتي الإفطار والسحور في موعدهما، دون تأخير، وكأنكِ على موعد مُقدس مع العطاء. لم يكن الأمر مجرد طعام يوضع على المائدة، بل كان دفئاً وحناناً يُسكب في كل طبق، ورعاية تُغلف كل لقمة.

لقد كنتِ، يا زوجتي العزيزة، مثالاً حقيقياً للتفاني والإيثار، لم تقتصري على إعداد الطعام فحسب، بل حرصتِ على التنوع في الأصناف، حتى لا نشعر بالملل أو نُحرم من متعة الإفطار والسحور بنكهة رمضانية خاصة. الحلويات الشرقية التي ملأت البيت بعبقها، والمشروبات الرمضانية التي لم يخلُ منها أي يوم، كانت دليلاً على حبك وحرصك على إدخال البهجة إلى قلوبنا، رغم التعب والإرهاق.

إذا تأملنا هذا المشهد في ضوء علم الاجتماع، يمكننا تفسيره من خلال نظرية الدور الاجتماعي، التي ترى أن لكل فرد في المجتمع مجموعة من الأدوار التي يؤديها وفقاً لتوقعات الجماعة. فالمرأة في الأسرة ليست فقط زوجة أو أماً، بل تؤدي أدواراً مُتعددة، منها رعاية الأسرة، توفير بيئة مُريحة، ودعم جميع أفرادها. في رمضان، يتعاظم هذا الدور، حيث تتحمل المرأة مسؤوليات إضافية تجعلها العمود الفقري لاستقرار الأسرة. ورغم أن هذه الأدوار قد تكون مُرهقة، فإنها تؤدى بمحبة وإيثار، ما يعكس أهمية التفاعل الاجتماعي والتكافل الأسري في المجتمع.

وأنا إذ أشكر زوجتي، فإنني أتحدث باسم كل زوج مصري رأى بعينيه كم تحملت زوجته من مشقة طوال هذا الشهر الفضيل. فالمرأة ليست فقط طاهية، بل هي عمود البيت الذي ينهض عليه كل شيء، هي من تُوازن بين مسؤولياتها في المنزل والعمل، وبين توفير الراحة والسعادة لكل فرد من أفراد الأسرة. لذا، لكل زوجة مصرية تحملت أعباء رمضان بكل حب وصبر، لكِ منا جميعاً كل التقدير والاحترام.

من منظور نظرية التبادل الاجتماعي، يمكننا القول إن العطاء الذي تقدمه الزوجة خلال شهر رمضان ليس مجرد واجب، بل هو جزء من علاقة تبادلية تقوم على الحب والاحترام والتقدير. فكلما زاد العطاء دون انتظار مُقابل مُباشر، تعمقت الروابط الأسرية وزاد التلاحم بين أفرادها. في المقابل، فإن التقدير والاعتراف بهذه التضحيات يسهمان في تحقيق التوازن في العلاقات الأسرية، ما يؤدي إلى تعزيز الاستقرار والسعادة في الأسرة.

أعلم أن الكلمات وحدها لا تكفي لرد هذا الجميل، ولكن أقل ما يُمكنني فعله هو الاعتراف والامتنان والتقدير. فكم من مرة عدنا إلى البيت لنجد المائدة جاهزة، والأجواء مليئة بالراحة، دون أن ندرك حجم المجهود المبذول خلف الكواليس! لذا، ومع اقتراب عيد الفطر، أجدها فرصة لأقول لكل زوجة مصرية: أنتِ نعمة عظيمة في حياتنا، وتستحقين كل الحب والاحترام.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ما أجمل هذه الكلمات وما أصدقها! في مجتمع اعتاد أن يكون العطاء الأنثوي أمراً مُسلَّماً به، نادراً ما نجد من يلتفت ليُقدِّر هذا العطاء بصوت عالٍ. لقد استطعت أن تكسر حاجز الصمت الاجتماعي وتُضيء جانباً مُهملاً من التقدير والاعتراف. زوجتك وكل زوجة مصرية تستحق هذا الامتنان وأكثر، لأنهن يقفن في الظل، لكنهن صانعات الضوء في بيوتهن. هذه رسالة يجب أن تصل لكل رجل، فالتقدير ليس ترفاً، بل هو حق لمن تعطي بلا مقابل.

    ما قرأته هنا ليس مجرد كلمات، بل هو شهادة حق تسطر بمداد الوفاء، وتُعيد صياغة مفهوم الرجولة في أرقى معانيها. الرجل الحقيقي لا يقيس الأمور بميزان الواجبات والمسؤوليات فقط، بل بميزان المشاعر والتقدير. كثيرات هنّ النساء اللواتي يقدمن بلا انتظار كلمة شكر، حتى أصبحن يرين العطاء واجباً مفروضاً لا يلفت الأنظار. لكنك اليوم كسرت هذه القاعدة، وأثبت أن الاعتراف بالجميل لا يُنقص من قدر الرجل، بل يزيده مهابة ورقياً.

    ليت هذه الكلمات تُترجم إلى ثقافة مجتمعية، فيتعلّم الرجال أن الامتنان ليس ضعفاً، بل قمة النُبل. في زمنٍ أصبح فيه الجفاء سيد العلاقات، نحتاج لمثل هذه اللمسات الإنسانية التي تُعيد للحياة طُهرها، وللحب سحره، وللمرأة حقها المفقود في سماع كلمة: “شكرًا، فأنتِ الأساس”……..كل التحية والتقدير والاجلال لحضرتك. ايها الدكتور المتفاني في مسيرتك المهنية والزوج الفاضل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى