إدارة عملية الري في المحاصيل لضمان الإنتاجية والجودة
كتب: د.محمد عبدربه نظرا لآن المطلوب في النهاية توفير المياه اللازمة للنبات بدون أي اجهاد قد يضر بالمحصول من حيث الانتاجية والجودة والاجهاد، وهنا قد يكون ماء زائد على حاجة النبات فيكون على حساب كمية الهواء الارضي اللازم لعملية تنفس الجذور أو قد يكون عجز فى كمية المياه المطلوبة، فيبذل النبات طاقة زائدة للحصول على احتياجاته المائية ما يدل على عدم توجيه النبات لهذه الطاقة الى الانتاج فينعكس على الكمية والجودة.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
بالإضافة إلى هذا فإن المحاصيل تختلف فيما بينها فى مقدار تحملها للنقص في الرطوبة الأرضية عن مستوى السعة الحقلية أو ما يسمى “بمستوى الاستنزاف الرطوبي Depletion Level”، وهذا يعنى أن ما بين السعة الحقلية ونقطة الذبول يتواجد الماء الميسر.
إذا ما فُرض أن النبات يستطيع استخدام كل هذا المقدار من المياه، وبالفعل تُرك النبات لاستخدامه فإن هذا يعني وصول النبات لمرحلة الذبول وعنده نفقد المحصول وبذلك يظهر ويتضح مفهوم الاستنزاف المائي والذي يعني الحد المائي المتوفر في قطاع التربة الذي يجب الري عنده، والا يتعرض النبات للضرر.
كذلك يظهر الاختلاف في مستوى الاستنزاف المائي المطلوب داخل المحصول خلال فترات نموه المختلفة، فيجب مثلاً الا يحدث اجهاد للعنب فى مراحل صب العناقيد أو خلال فترة تكوين الحبة أو عند النضج، فالخلل في عملية الري وعدم المحافظة على التوازن المائي في هذه الفترات يؤدي إلى قلة المحصول وزيادة التشوهات والتشققات وعدم انتظامية نمو العناقيد.
ومثال واضح ىخر نجده في الكنتالوب، حيث يتطلب الحصول على مواصفات للجودة التصديرية الجيدة أن يتم إدارة مائية جيدة تأخذ فى الاعتبار صفات الحلاوة المطلوبة، والتي تعتبر كمية المياه المحدد الرئيسي للوصول إليها، بالإضافة إلى الانتظامية في الري حتى لا تتشقق الثمار، وهكذا فإن كمية المياه وانتظامها تؤدي دور رئيسي في الحصول على الإنتاجية والجودة المطلوبين للمحاصيل.
*المادة العلمية: مدير المعمل المركزي للمناخ الزراعي بمركز البحوث الزراعية.