أين وزير الزراعة؟!
بقلم: د.أسامة بدير
تحية وشكر وإجلال لكل يد تنبت الخير في وطننا الغالي والحبيب مصر .. العاملون في القطاع الزراعي يبذلون جهود جبارة في ظل ظروف صعبة عقب تفشي فيروس كورونا الذي انتشر في كل أنحاء المعمورة ومنها مصر … خير من أنجبت مصر يكدحون وسط حزم من العوامل البيئية والفنية واللوجستية التي قد تمثل عقبات خطيرة تحول دون تحقيق الإنجازات المخططة سلفا، إلا أنهم يعملون ليل نهار من أجل تأمين الغذاء لملايين المصريين وتنمية الصادرات الزراعية دون أدنى شكوى من قسوة تلك الظروف والعوامل.
الباحثون الزراعيون .. المهندسون الزراعيون .. المزارعون في الحقول .. قيادات العمل الزراعي الرسمي.. جميعهم رجال مصر الأبطال الذين يضحون بأغلى ما يملكون من أجل أن يحيا الشعب المصري بكرامة وعزة قولا وفعلا عن طريق امتلاكه لقوت يومه.
يقيني، أن القطاع الزراعي هو القطاع الوحيد من بين قطاعات الاقتصاد الوطني الذي ظل يعمل من غير توقف أو تباطء، بل وحقق طفرة كبيرة خلال تلك المرحلة الحرجة التي تمر بها مصر واقتصادها في ظل أزمة كورونا، في الوقت الذي تقلص فيه هذا القطاع بل واستطيع القول بأنه فشل في مواصلة عمله بدول اخرى أكثر تقدما.
أشاهد بنفسي الفلاح يمارس عمله في حقله بشكل طبيعي بكل نشاط وحيوية ويحقق أعلى الإنتاجية الزراعية، والمهندس الزراعي يتابع الحقول بشكل يومي ويؤدي مهامه على أكمل وجه، والباحث الزراعي يكد ويتعب في معمله ويتايع تجاربه البحثية في الحقول والمزارع ويستمر في إصدار حزم التوصيات الفنية لكافة الزراعات بهدف نعظيم الإنتاج الزراعي كما وكيفا.
لقد ترسخ في عقيدتي أن ثمة حلقات متصلة مع بعضها بشكل قوى داخل هذا القطاع الزراعي خاصة على صعيده الرسمي بتواصل العمل وانتجت وفرة فى المعروض من المنتجات الغذائية ما أدى إلى استقرار الأسواق والأسعار والتأكيد على حفظ الأمن الوطني للمجتمع المصري، وهذا بخلاف دول أخرى عجز القطاع الزراعي عن الوفاء بمتطلبات سوقها المحلي في تلبية وتأمين احتياجات مواطنيها الغذائية في ظل تفشي وباء كورونا.
الشاهد، أنني لاحظت كثير من المسئولين ينزلون إلى أرض الواقع لتفقد أحوال المزارعين في حقولهم، وكذا متابعة المشروعات الزراعية التابعة لـوزارة الزراعة، للوقوف على أهم المستجدات بشأنها والعمل على إيجاد الحلول للمعوقات التي ربما تتعرض لها دعما لاستمرار عملها والمساهمة في نهضة القطاع الزراعي.
وأنا أتوجه مرة ثانية وثالثة بعظيم شكري لكل هؤلاء جميعا على جهودهم المتميزة وتضحياتهم الفعلية والمقدرة عند ملايين المصريين لتوفير الأمن الغذائي الذي يعد أخطر وأهم عنصر من عناصر استقرار الوطن وحفظ أمنه الاجتماعي خاصة خلال تلك الفترة الحرجة.
ولكن ما لفت نظري، ومن غير محابة وبمنتهى الشفافية المطلقة هو الغياب الواضح تماما لأعلى سلطة رسمية منوط لها إدارة أخطر وأهم وزارة بـمصر وهى وزارة الزراعة عن المشهد فيما يخص الزيارات والجولات التفقدية لقطاعات ومشروعات ومحطات زراعية إنتاجية ومعامل ومعاهد بحثية تابعة للوزارة.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: أين وزير الزراعة؟!
لقد غاب وزير الزراعة عن افتتاح موسم حصاد القمح لهذا العام في سابقة تحدث لأول مرة في تاريخ وزارة الزراعة، رغم أهمية هذا الموسم، فضلا عما يمثله هذا المحصول من بعد استراتيجي للدولة المصرية عامة وللفلاح خاصة.
أعلم أن المحاسب السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، دأب في كل اجتماعاته السابقة مع قيادات وزارة الزراعة على مطالبتهم بضرورة النزول إلى أرض الواقع والالتحام مع الفلاحين في حقولهم وتلبية مطالبهم والتعامل مع المشاكل وحلها بأفكار ورؤى خارج الصندوق لتحقيق طفرة في الإنتاج الزراعي وزيادة الصادرات الزراعية دعما للاقتصاد الوطني. ومع تقديري لشخص وزير الزراعة فلابد أن يكون هو القدوة والنموذج لهؤلاء القيادات التي بالفعل بعضها دأب على متابعة سير العمل ميدانيا وليس من خلال تقارير مكتوبة ربما أغلبها يفتقد إلى المصداقية.
وأخير، أتمنى من وزير الززاعة أن يتابع بنفسه وعبر جولات تفقدية على أرض الواقع المشروعات والمحطات الزراعية خارج القاهرة الكبرى أسوة بما يفعله رئيس الدولة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وكذا بعض المحافظين مثل الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، لكل مواقع العمل والإنتاج على أرض مصر المحروسة خلال تلك الفترة الهامة من عمر الوطن.
للتواصل مع الكاتب
[email protected]