صحة

أهمية منتجات الألبان في تغذية الأطفال بعد مرحلة الفطام

إعداد: م.شيماء عبدالمنعم محمد مصطفى

باحث مساعد بقسم بحوث تكنولوجيا تصنيع الألبان بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية – مركز البحوث الزراعية

بعد انتهاء الطفل من مرحلة الرضاعة سواء الطبيعية أو الصناعية، تبدأ الأم في تقديم الوجبات الغذائية المتكاملة التي تتناسب مع مرحلته العمرية في هذا الوقت، وقدرته على الاستجابة لهذا الطعام من حيث استساغته وقوامه، حيث يبدأ جسم الطفل في التكيف مع أنواع جديدة من الطعام التي تساهم في نموه وتطوره بشكل سليم.

ومن بين الأطعمة الأكثر أهمية والواجب توافرها في هذه المرحلة هي منتجات الألبان، التي تمثل مصدرًا غنيًا بالعديد من العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الطفل لضمان صحة نموه بشكل سليم لسنوات حياته المقبلة.

محتوى منتجات الألبان من العناصر الغذائية

اللبن هو الغذاء الأول للإنسان، ويُعتبر الطعام الوحيد الموجود في الطبيعة الأكثر غنى بالعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، لذا فاللبن ومنتجاته من أكمل الأغذية التي يمكن أن تُقدَّم للصغار.

تُعد منتجات الألبان من المصادر الغنية بالعناصر الغذائية الهامة، مثل البروتينات، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والفوسفور، والزنك، والفيتامينات مثل (A, D, K, E) ومجموعة فيتامينات B.
تلك العناصر تلعب دورًا كبيرًا في:

ـ نمو العظام والأسنان: الكالسيوم وفيتامين D في اللبن يساعدان في بناء عظام وأسنان قوية لدى الطفل.

ـ النمو العضلي: البروتينات في الألبان (الكازين ويمثل 80% من بروتينات اللبن) و(بروتينات الشرش أو مصل اللبن وتمثل 20% من بروتينات اللبن) تساهم في نمو العضلات وتحسين وظائف الجسم الأخرى.

ـ تعزيز المناعة: الزنك والفيتامينات تساهم في تقوية جهاز المناعة وحماية الطفل من الأمراض.

دور الألبان في مرحلة ما بعد الفطام

بعد الفطام، يصبح الطفل بحاجة إلى مجموعة متنوعة من الأطعمة التي تساعد في تلبية احتياجاته الغذائية المتزايدة. ويُعد الحليب ومنتجات الألبان مثل الزبادي والجبن مصادر هامة توفر العديد من الفوائد:

ـ الطاقة: يحتوي الحليب على سكر اللاكتوز الذي يوفر طاقة سريعة للطفل.

ـ الهضم الصحي: الزبادي يحتوي على البروبيوتيك، وهي بكتيريا مفيدة تساهم في تعزيز صحة الجهاز الهضمي.

ـ التطور العقلي والدماغي: البروتينات والدهون الصحية في الألبان تؤدي دورًا مهمًا في تطوير الدماغ وتحسين وظائفه.

ـ صحة الجهاز العصبي وتكوين خلايا الدم الحمراء: حيث تحتوي منتجات الألبان على B12 (كوبالامين) وB2 (ريبوفلافين)، وهما مهمان لإنتاج الطاقة وصحة الجهاز العصبي وتكوين خلايا الدم الحمراء.

ـ ترطيب الجسم والوقاية من الجفاف: لاحتواء الحليب على نسبة كبيرة من الماء، فهو يُرطّب جسم الطفل ويعوّضه عن السوائل، خاصة في الأجواء الحارة.

أهمية الألبان للوقاية من الأمراض

ـ من المعروف أن منتجات الألبان تساهم في تعزيز جهاز المناعة عند الأطفال، حيث تحتوي على عناصر مغذية تدعم قدرة الجسم على مقاومة العدوى.

ـ كما أن الكالسيوم وفيتامين D الموجودين في الألبان يساعدان في بناء أسنان قوية وتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام في المستقبل.

ـ الحليب مصدر مهم للبوتاسيوم، والذي بدوره يقلل من تضيق الأوعية الدموية ويخفض ضغط الدم، وبالتالي يساهم في الوقاية من أمراض القلب مستقبلًا.

ـ فيتامين B12 الموجود في شرش اللبن على وجه الخصوص ضروري للنمو العصبي للأطفال، ونقصه يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في النمو والتطور.

التنوع في منتجات الألبان

يمكن تقديم العديد من أنواع منتجات الألبان للأطفال بعد الفطام مثل:

ـ اللبن الحليب: مصدر رئيسي للكالسيوم والبروتين، ويمكن تقديمه منكهًا مع بعض الأطعمة الطبيعية لجذب الأطفال، خصوصًا الذين لا يتقبلون طعم الحليب بعد الرضاعة الطبيعية أو الصناعية.

ـ الزبادي: مفيد للهضم ويحتوي على بكتيريا مفيدة للجهاز الهضمي، ومستساغ للأطفال، ويمكن إضافة الفواكه الطبيعية إليه لرفع قيمته الغذائية.

ـ الجبن: يحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم والبروتين، ويمكن تقديمه للأطفال بشكل سهل الاستساغة مثل الجبن المطبوخ والجبن القريش وجميع أنواع الجبن الطرية والقابلة للفرد.

ـ الزبد: تُقدَّم مفرودة على شرائح الخبز مع المربى كوجبة لذيذة لفطور الأطفال في الصباح.

ـ ولا ننسى أيضًا الآيس كريم المحبب لدى الكبار والصغار، فهو من ضمن منتجات الألبان.

حساسية اللبن وبدائله المناسبة

يجب أن يكون هناك وعي بحساسية الحليب لدى بعض الأطفال، فحساسية الحليب هي استجابة غير طبيعية من جهاز المناعة للحليب والمنتجات التي تحتوي عليه. ويُصاب بعض الأطفال بنوع أو أكثر من أنواع حساسية اللبن مثل (عدم تحمل اللاكتوز) أو (حساسية البيتا لاكتو ألبيومين). وتشمل أبرز الأعراض التي يمكن أن تظهر على الطفل ما يلي: الطفح الجلدي – ضيق التنفس – العطس – التقيؤ – ألم البطن – الإسهال.

في حالة حدوث حساسية من اللبن، يمكن استخدام البدائل مثل الحليب الخالي من اللاكتوز أو الألبان النباتية مثل لبن الصويا المدعم بالكالسيوم وغيرها. ولحسن الحظ، تختفي حساسية الحليب لدى معظم الأطفال مع تقدمهم في العمر، ولكن الأطفال الذين تستمر معهم حساسية الحليب طوال العمر يجب عليهم استخدام البدائل.

البدائل النباتية لمنتجات الألبان:

ـ لبن الصويا يُضاف إليه الكالسيوم وفيتامين D.

ـ لبن اللوز أو لبن الأرز أو لبن الشوفان أو لبن جوز الهند.

ـ بدائل الجبن والزبادي المصنوعة من الألبان النباتية.

التوجيهات العلمية والتوصيات

أوصت العديد من المنظمات الصحية بضرورة إدخال منتجات الألبان في النظام الغذائي للأطفال بعد الفطام، مع مراعاة الاحتياجات الفردية لكل طفل:

ـ أوصت منظمة الصحة العالمية (WHO) بإدخال الحليب كامل الدسم للأطفال بعد سن السنة.

ـ تشير الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) إلى أهمية تقديم منتجات الألبان المدعمة بفيتامين D للمساعدة في امتصاص الكالسيوم.

خاتمة

تُعتبر منتجات الألبان جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي المتوازن للأطفال في مرحلة ما بعد الفطام، حيث توفر لهم العناصر الغذائية الضرورية التي تدعم نموهم وتطورهم بشكل صحي. ومع الاهتمام بتقديم أنواع متنوعة من هذه المنتجات، يمكن للأهل ضمان توفير تغذية سليمة تساعد أطفالهم على التمتع بصحة جيدة ونمو متكامل في المستقبل.

المصادر

ـ The American Journal of Clinical Nutrition. (2016). “Dairy and bone health in children.”

ـ Journal of Pediatric Gastroenterology and Nutrition. (2017). “Probiotic yogurt and gastrointestinal health in children.”

ـ منظمة الصحة العالمية (WHO) – “توجيهات حول تغذية الأطفال في مرحلة ما بعد الفطام.”

ـ الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) – “توصيات حول إدخال الحليب ومنتجات الألبان في النظام الغذائي للأطفال”.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى