أهمية الزراعة للبشرية من القرآن الكريم
بقلم: د.غريب سيف الدين
خلق الله سبحانه وتعالى الأرض وجعلها قرارا وهيأها لعيش الإنسان عليها .. وتعتبر الزراعة من أكبر النعم التي أنعمها الله على الإنسان منذ الخليقة والى يومنا هذا..
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
الزراعة هي العملية التي يتم من خلالها إنتاج أنواع النباتات المختلفة من الأرض انباتا بإذن الله الذى اذن للأرض أن تنبت جنات من اعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد .. وهيأ لها الأسباب والأدوات لمعاملات الحصاد وما بعد الحصاد باستخدام الطرق والأساليب الزراعية المتنوعة من خلال من اوكلهم الله خلافته فى الارض من بعض بنو البشر من المهندسين والاستشاريين والعلماء المخلصين والباحثين المجتهدين.
لقد أنزل الله لنا من آلاف السنوات قرآنا يتلى إلى يوم القيامة (ينسب الله تعالى فى كل آية بل فى كل حرف الفعل من صب الماء للري مروراً بشق الأرض وصولاً لمرحلة الإنبات ثم استهلاك الثمار متاعا للبشرية والأنعام التى تعشق الزرع وتنمو لحومها من خلاله حيث نسب كل ذلك بنون التعظيم للفاعل سبحانه وتعالى فى الآيات الكريمة الآتية ليدلل لنا جميعاً أننا فقط أسباب وأن الله استخلفنا كأدوات ووسائل لتنفيذ ما يوجهنا اليه ويتحدانا سبحانه بعمق التفكير فى سؤاله أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون؟ ليبحث كلا منا لتكون الإجابة أننا نبذر ونشتل ولا حول لنا ولا قوة بالإنتاج الذى يكون رزق الله تعالى لعباده وفق رعايته وعنايته لأرضه ولنباته..
قال تعالى ..
(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (٢٤) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (٢٥) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (٢٧) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (٢٨) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (٢٩) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (٣٠) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (٣١) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (٣٢)﴾. الآيات: من 24 إلى 32. سورة عبس ..
وقوله تعالى: وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (٣٣) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (٣٤) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (٣٥) الآيات: 33-34-35. سورة يس.
وقال تعالى: ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ﴾، أي جعلنا رزقا لهم ولأنعامهم،
وقال: ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (٣٤) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (٣٥)﴾.
وقوله تعالى في سورة الملك: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ آية: 15.
لقد بات من المؤكد أن الزراعة هى أساس تقدم الأوطان وأساس زيادة الإنتاج، والدول التي تعتمد على زراعة أراضيها تضمن دعم اقتصادها وتطوّرها، ولا يكون مصيرها بيد غيرها.
ليس أجمل من زراعة الأرض فتصبح خضراء على يديك، وتتطرز بالورود وتصبح أرضا منتجة بدلا من أن تكون جرداء لا خير فيها، فالزراعة روح الأرض التى خلقها الله، لذلك خُلق الإنسان عليها لعمارة الأرض.
الزراعة تجعل الأرض تتدفق بالعطاء، وتنقل الأوطان إلى مراتب متقدمة بالنجاح والنمو والازدهار، والأوطان التي تأكل من زراعة أراضيها تستحق الاحترام وتنعم بالأمان فى ظل الحروب والكوارث الطبيعية والفيروسات الوبائية .. ومن يزرع الأشجار يجني الثمار، ومن يزرع الشوك فلن يجني إلّا الشوك!
لهذا من أراد أن يكون حصاده مثمرا فعليه أن ينتقي غرسه بعناية فائقة كي لا يندم فيما بعد. ولا خير في أوطان تعتمد في الحصول على الثمار من أرضٍ غير أرضها، لأنها ستظل تابعة إلى الأبد، أما الزراعة فتعلى من قيمة الأوطان وتجعلها خضراء يانعة.. ولا سيما الزراعة العضوية الآمنة صحيا للبشرية والتي تقوى التصدير لدى الدول وتعمل على توفير العملة الصعبة لسد احتياجات الشعوب من السلع المستوردة وغير ذلك الكثير.
وأخيرا، إن الزراعة هى مستقبل الأوطان ودرع الحضارات، والاحتياطي الآمن لغذاء الشعوب وقت الانغلاق..