تقارير

أنقذ محصولك من الملوحة: حلول عملية لاستصلاح التربة وتحسين إنتاجية المحاصيل

إعداد: أ.د.عصام الموجي

رئيس بحوث متفرغ بقسم بحوث النباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين – مركز البحوث الزراعية

الهدف هو تعزيز قدرة نباتات المحاصيل على الحفاظ على النمو والإنتاجية عند زراعتها في تربة مالحة أو استخدام مياه ري مالحة، وذلك بالتحكم في مستويات الملوحة في منطقة انتشار الجذور لقيم تساوي أو تقل عن درجة الملوحة المثلى للمحصول.

أولاً: طرق إصلاح التربة المالحة:

1- تهيئة التربة

بحرث التربة بمحراث عميق (تحت التربة) سكتين لتكسير طبقات الملح المتراكمة في الطبقات التحت سطحية ليسهل إذابتها، وتكسير الطبقات المندمجة لزيادة تهوية التربة، وتزويد التربة بشبكة من المصارف المكشوفة.

كما يجب تسوية الأرض بشكل متناسق للمساعدة على توزيع الماء بشكل متوازن بالتربة (خاصة عند الزراعة بالأحواض)، فيساعد على غسل الأملاح بشكل متجانس في الطبقة السطحية، كما يحقق كفاءة جيدة للريّ في مثل هذه الأراضي.

2- استخدام الجبس الزراعي

في حالة الأرض الصودية، تتطلب ممارسات لتقليل الصوديوم في التربة باستبداله بأيونات الكالسيوم، من خلال استخدام كميات كبيرة من الجبس الزراعي (كبريتات الكالسيوم). فتترشح أيونات الصوديوم لأعماق أبعد من منطقة الجذور ثم بعد ذلك إلى الصرف.

ويتم ذلك بحرث التربة سكتين متعامدتين، ثم يضاف الجبس الزراعي للتربة، ثم الحرث لتقليب الجبس بالتربة، ثم رفع جسور وجوانب الأرض الخارجية، ثم تغمر الأرض بالماء، ثم يُصرف الماء إلى المصرف، ثم تُملأ الأرض مرتين أو ثلاث مرات ولمدة أسبوع.

بعد الأسبوع الأول، يتم غمر التربة بالماء ولا يتم صرفها، ويُترك الماء فترة ما، ويُزاد الماء كلما نقص عن المستوى، لإعطاء الفرصة كي تتحد الكبريتات مع الصوديوم وتذوب وتنزل في باطن الأرض لأسفل وتذهب للصرف. وبالتالي نتخلص من الأملاح السطحية بغسلها مع ماء الريّ والصرف، والتخلص من أيونات الصوديوم باتحادها مع الكبريتات وذوبانها ونزولها مع ماء الصرف الراشح في بطن الأرض إلى ماء الصرف.

إذا كانت نسبة الملوحة بالأرض أقل من 2500 جزء في المليون، يضاف الجبس الزراعي سنويًا بمعدل 0.5 – 1.5 طن للفدان. ولو كانت ملوحة الأرض ما بين 2500 – 5000 جزء في المليون، يُستخدم 2-5 طن للفدان. ولو كانت الملوحة ما بين 5000 – 7500 جزء في المليون، تزداد كمية الجبس الزراعي إلى 5-8 طن للفدان.

3- غسيل الصيانة

وذلك بإزالة الملوحة من منطقة الجذور عن طريق غسيل التربة بماء خالٍ من الملوحة، وهي الطريقة الأكثر فاعلية وطويلة الأمد لتقليل أو حتى إزالة الآثار الضارة للملوحة، ولكنها بطيئة ومكلفة، وتتطلب كميات كبيرة من المياه عالية الجودة وتصريفًا فعالًا للتربة. وذلك لضمان استخدام الأراضي على المدى الطويل مع المحاصيل المروية.

ويجب أن يشتمل حجم المياه المستخدمة في الغسيل على كمية المياه التي يتم تصريفها أسفل منطقة الجذور، بالإضافة إلى الكمية المطلوبة للريّ العادي. ويتم تكرار عملية الغسيل عدة مرات، ويختلف التكرار المطلوب للترشيح باختلاف درجة تملح التربة ومعدل البخر في المنطقة. ويمكن أن يكون تكرار الترشيح عند استخدام الريّ بالتنقيط مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع أو يوميًا للمحاصيل المعتدلة الحساسية والحساسة للملوحة على التوالي.

4- تقليل درجة حموضة التربة

عادة ما تكون الأرض المجهدة بالملوحة عالية القلوية (درجة حموضة عالية)، فتمنع من ميسورية بعض العناصر الغذائية المفيدة مثل الفوسفور والكالسيوم ويصعب على النبات امتصاصها. لذلك يمكن التقليل من قلوية التربة بالآتي:

عن طريق إضافة حمض الكبريتيك للتربة، كما يمكن تقليل الحموضة بإضافة الكبريت الزراعي للتربة، فتقوم ميكروبات التربة بتحويل الكبريت إلى حمض الكبريتيك. فإضافة حمض الكبريتيك أو الكبريت الزراعي يقلل من قلوية التربة مما يزيد من ميسورية هذه العناصر بسبب منافسة أيونات الكالسيوم لأيونات الصوديوم، ويزيد من مقاومة النباتات للملوحة.

كما يمكن تقليل قلوية التربة بإضافة حمض النيتريك مع مياه الريّ، فيزيد من انحلال أيون الكالسيوم في التربة. كما أن النترات تقلل من الأثر الضار للكلوريد في منطقة الجذور لأنها يمكنها أن توازن فائض الكلوريد فتقلل من امتصاصه.

5- الاستصلاح الحيوي للتربة

هو استعمال النبات لإزالة الأملاح من التربة بواسطة النباتات المتحملة للملوحة، والتي تنتج غطاءً خضريًا يمتص الأملاح وتُزال بواسطة الحصاد.

ولقد وجد جرينبرج وآخرون (2008) أنه يمكن عمل استصلاح حيوي لتربة مجهدة بالملوحة بواسطة محصول الشعير، إذ كان معدل امتصاص الشعير للأملاح ما بين 60-80 جرامًا لكل كيلو مادة جافة لنبات الشعير.

كما قام أسود والجانابي (2011) بزراعة محاصيل متحملة للملوحة مثل الذرة البيضاء (Sorghum bicolor L.) صنف “إنقاذ”، ونبات الدخن (Millet – Panicum miliaceum) في أراضٍ بالعراق تعاني من ظاهرة التملح. فوجد أن نبات الدخن أزال 185 جم في الحشة الأولى و239 جم في الحشة الثانية، أكثر مما أزاله نبات الذرة، حيث أزال النبات الواحد 88 جم من الأملاح فقط. كما استطاع نبات الدخن أن يقلل من درجة ملوحة التربة من 5760 جزءًا في المليون قبل الزراعة إلى 3072 جزءًا في المليون في الحشة الأولى، وإلى 2176 جزءًا في المليون في الحشة الثانية.

المراجع

Aswad, A.H. and E.A. Aljanabi (2011). Monoculture and diculture cropping of salt tolerant crops in salt affected soils. The Iraqi Journal of Agricultural Sciences, 42 (Special Issue): 23–34.
Greenberg, B.; X.D. Huang; K. Gerhardt et al. (2008). Successful field and laboratory tests of advanced phytoremediation systems for decontamination of petroleum and salt impacted soils. Remediation Technologies Symposium. Environmental Services Association of Alberta, Edmonton, AB (Canada).

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى