رأى

أفضل فلاح عام 2020

أحمد إبراهيم

بقلم: أحمد إبراهيم

إذاعي وكاتب صحفي

فى نهاية كل عام، تتسابق وسائل الإعلام لإجراء استفتاءات لاختيار أفضل الأعمال والشخصيات الفنية والرياضية والإعلامية وتمنحهم لقب «أوسكار» شخصية العام، أو لقب أفضل لاعب وفنان ومذيع، وبصرف النظر عن مصداقية هذه الاستفتاءات التى تغلب عليها المجاملات، فإننى أتعجب من عدم وجود استفتاء لاختيار أفضل بحث علمى تطبيقى يخدم المجتمع أو اختيار أفضل صانع وسلعة محلية أو استفتاء لاختيار أفضل فلاح ومهندس وطبيب وباحث وعالم ومستثمر ومخترع وموظف ومبتكر وعامل نظافة أو أفضل مصنع ومزرعة.. ولكن للأسف استفتاءاتنا غالباً فى الأمور التافهة، التى لا تفيد المجتمع.

ولذلك فى السطور التالية سوف نختار الفلاح المصرى ونمحنه شخصية العام، لأن الحياة تستمر بدون الفن والرياضة والإعلام، ولكن الشعوب لا تحيا بدون الفلاح، لأنه ينتج الغذاء، ويمكننا الاستغناء عن أى شىء، كل أو بعض الوقت، ولكن لا يمكن أن نستغنى عن الغذاء فى أى وقت، ومن هنا تأتى أهمية الفلاح، فهو المصدر الرئيسى للغذاء «والزراعة هى الحياة»، فـالفلاح هو الشخص الأهم فى المجتمع، ولا بد أن يدرك الجميع ذلك، وصدق الرئيس الراحل الزعيم أنور السادات حينما قال إن العنصر الراقى أو الأرستقراطى فى هذا البلد هو الفلاح، لأنه «صانع الحياة»، لأنه أصل مصر: «هو أصل العامل، هو أصل المثقف، هو أصل الجندى، وأصل الحياة.. هو العنصر الراقى الأرستقراطى، وليس الباشوات».

العالم عاش أياماً مرعبة بسبب جائحة كورونا والخوف من حدوث أزمات غذائية كان أكثر رعباً من الفيروس نفسه، والدول أغلقت أبوابها على نفسها، وفرضت الحظر على جميع المواطنين للجلوس فى منازلهم إلا الفلاحون كانوا يعملون ويذهبون إلى حقلهم ويتحدّون وباء كورونا القاتل لإنتاج غذاء الشعب كله.

مصر كانت من دول العالم القليلة التى لم تشهد أى أزمة فى الغذاء أو ارتفاع أسعاره، بل بالعكس حدث انخفاض كبير فى أسعار السلع الزراعية، للدرجة التى كبّدت الفلاح خسائر فادحة تحمّلها حباً فى هذا الوطن.

بدون الزراعة وبدون الفلاح لا يمكن أن تستمر حياتنا ولا تنهض بلادنا، والفلاح ما زال ينتظر الدعم من أجهزة الدولة، وأتمنى أن يصدر قرار من رئيس الجمهورية بتخصيص نسبة من الوظائف المهمة وبعض الكليات لأبناء الفلاحين، لأنه للأسف الشديد ما زال يتم استبعادهم بحجة المستوى الاجتماعى والثقافى والتعليمى.

إنشاء صندوق لمواجهة الأزمات والكوارث التى تواجه المنتجين الزراعيين مطلب مهم وضرورى، والدولة هى المستفيد الأول منه، لأنها سوف تحافظ على الفلاح وتضمن استمراره فى إنتاج الغذاء، بدلاً من استيراده بمليارات الدولارات.

حينما أتحدث عن الفلاح، فإننى أعنى كل المزارعين ومنتجى الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، خاصة الصغار منهم، لأنهم الأولى بالدعم من كل أجهزة الدولة وليس وزارة الزراعة فقط، لأن دورها الإنتاج وليس التسويق والتسعير، ولابد أن يكون فكر جميع المسئولين فى الدولة إنتاجياً من خلال تخفيض مستلزمات الإنتاج وضمان سعر عادل للمنتجين يحميهم ويحافظ عليهم ويصبح المُنتج الزراعى والصناعى هو الشخص رقم واحد فى البلد والأولى بالاهتمام، لأنه يعمل فى صمت ويقدم أعمالاً جليلة للمجتمع وبدونه لا تستمر الحياة، ويجب أن يحظى بالتكريم المعنوى والمادى اللائق ويكون نجم المجتمع وقدوة تُحتذى، ولكن للأسف إعلامنا دائماً مشغول بالتفاهات.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى