الحصاد الزراعى

أسامة بدير يُطالب الإرشاد الزراعى توعية المزارعين بالنقابات الفلاحية

د.أسامة بدير، باحث فى شؤون الزراعة والفلاحين

كتبت: مى عزالدين قال الدكتور أسامة بدير، الباحث فى شؤون الزراعة والفلاحين ورئيس تحرير “الفلاح اليوم“، خلال مداخلته فى مؤتمر “دور الإرشاد الزراعى فى مواجهة مخاطر الزراعة المصرية”، أن مشاركة الريفيين فى برامج وأنشطة التنمية الريفية باتت مطلبا ضروريا فى ظل تحديات العولمة التى فرضت نفسها على ساحة العمل داخليا، مشيرا إلى أن مصر إذا كانت تتطلع إلى غدا أفضل تحقق فيه مستوى أرفع من الحياة لأبنائها، فلابد من الإقرار بأن تحقيق هذا التقدم لا يبدأ إلا من تنمية الريف عامة، وبناء ودعم قدرات سكانه خاصة عبر تأسيس تنظيمات جماعية تقودهم إلى الحماية من مخاطر الزراعة.

وأردف بدير، أن تنظيمات العمل الجماعية هى اختيارية لمجموعات من أصحاب المصالح الاقتصادية المشتركة كالعمال أو أصحاب العمل فى المجالات المختلفة كالزراعة والصناعة والخدمات، وكذا أصحاب المهنة الواحدة مثل الأطباء والمحامين والمعلمين والمهندسين وغيرها.

وأشار بدير، أن هذه التنظيمات تهدف فى المقام الأول إلى وجود هيئة تتولى الدفاع عن حقوق أعضائها، وتمثيل مصالحهم، والنهوض بأحوالهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمهنية، والخدمية، كما تعمل على تحسين ظروف العمل، وتُعبر عن المصالح المشتركة لأعضائها، وتمثيلهم فى مواجهة الآخرين، وتتمتع فى ذلك بالشخصية الاعتبارية الكاملة خاصة فى التفاوض والتعاقد والتملك والتقاضى، دون الحاجة إلى تفويض من الأعضاء بذلك، وتتشكل إدارتها على أسس وقواعد الديمقراطية والحرية النقابية.

وشدد بدير، على أن تنظيمات العمل الجماعي تقوم بدور هام فى رعاية مصالح الأعضاء، وحمايتهم من المخاطر التى قد تواجههم، كما أنها تعمل على تحسين ظروف العمل بطرق متعددة منها التفاوض الجماعى، وممارسة الضغوط على أصحاب الأعمال والحكومات والهيئات التشريعية، وصولا إلى الاحتجاج السياسى بمختلف درجاته بداية من الواقفات الاحتجاجية حتى الإضراب الشامل.

ونوه بدير، إلى أن النقابات تعد أهم أشكال تنظيمات العمل الجماعي وأكثرها تأثيرا وقدرة على تحقيق الأهداف المرجوة من وجودها واستمرارها، ومن هنا كان الحرص على إنشاء نقابة مستقلة للفلاحين المصريين، أكثر الفئات التى أُهدرت حقوقها على مر قرون عدة، كى ترعى مصالحهم، وتحميهم من مخاطر كثيرة قد يتعرضون لها قبل وأثناء وبعد العملية الانتاجية الزراعية، إضافة إلى دورها فى تطور آداءهم وحياتهم وتأمين مستقبلهم على كل الأصعدة.

وأوضح بدير، أن النقابات الفلاحية يمكن أن يكون لها دور كبير ومؤثر فى صناعة القرار لكل ما يخص الشأن الزراعى المصرى على اعتبار أنها تمثل كيان مستقل يعبر عن مصالح مشتركة لأصحاب مهنة واحدة تضم ملايين المزارعين.

وأكد بدير، على أن الإرشاد الزراعى بما يملكه من مقومات بشرية وفنية ولوجستية يستطيع أن يُساهم بشكل كبير فى تبنى هذه الآلية (تأسيس النقابات الفلاحية) كأحد آليات مواجهة مخاطر الزراعة المصرية – بهدف حماية المزارع من تلك المخاطر أو الحد منها أو إدارتها بالشكل الذى يخفف من حدتها – والعمل على نشرها بين ملايين المزارعين فى طول مصر وعرضها، أملا فى تحقيق مستقبل أفضل لهم ولأسرهم.

واختتم بدير، مداخلته بالتأكيد على ضرروة أن يتبنى الإرشاد الزراعى إطروحة هامة ومحمورية يمكن أن تُساهم بشكل كبير فى تحقيق نهضة القطاع الزراعى على مستوى المزارع وأسرته وعلى مستوى المجتمع كله، ألا وهى الدعوة لتأسيس نقابات فلاحية فرعية بشكل صحيح كمنظمات أهلية مستقلة تدار بنهج ديمقراطى على مستوى القرى والمراكز والمحافظات، لتكون نواة لنقابة عامة موحدة تجمع كل هذه النقابات الفرعية فى كيان واحد كبير يدافع ويصون ويحمى مصالح أعضائها، ويضمن للفلاحين تأمين حاضرهم ومستقبلهم ضد مخاطر الزراعة المصرية سواء كانت هذه المخاطر قبل وأثناء وبعد العملية الانتاجية الزراعية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى