رئيس التحرير

أسامة بدير.. يكتب: دعوة الفلاحين لمقاطعة السعودية

د/أسامة بدير

كلمة حق سأقولها وليكن ما يكون.. يغضب منى من يغضب.. ستبقى مجرد كلمة حق عند سلطان جائر مجرم منافق تلاعب بهويتنا الإسلامية على مدار أكثر من قرن، تظاهر بالدفاع عن الإسلام السنى وهموم المسلمين فى شتى أنحاء المعمورة وقضاياهم المصيرية تحت شعار الحفاظ على الهوية الإسلامية، لكنه كان يخفى نواياه الشريرة التى أضحت تضمر كرايهة الدين، وانزلق نحو العلمانية البغضية التى روج لها الغرب بشتى الطرق والوسائل، حتى كان له ما أراد.

فوقعت المملكة العربية السعودية فى فخ المدنية والحضارة والحداثة تقليديا أعمى للغرب، ظننا منها أن اتباع منهج العلمانية بعزلها للدين وانحساره فى طقوس وعادات داخل جدران وأماكن محددة سيحقق لها رفاة اقتصادى واجتماعى وحضارى.

حُجتهم الفاسدة ترى أن الإسلام بات دين رجعى متخلف ينبغى التخلى عن ثوابته من أجل الانفتاح على الحياة المعاصرة التى يعيشها الغرب المتقدم، فضلا عن عدم وصف المملكة بتبنى لواء التشدد والتطرف والرجعية والأصولية.

كانت أغلى أمنية لى فى الحياة، وأنا على أعتاب العقد السادس من عمرى وبت قاب قوسين أن أغادر الحياة الدنيا إلى حياة الآخرة، أن أسافر إلى السعودية لأداء فريضة الحج، شأنى فى ذلك مثل ملايين المسلمين فى شتى أنحاء المعمورة.

لقد أضحى يقينى الأن بعد أن انكشف المستور وظهرت السعودية على حقيقتها الفاضحة، وبدا حربها على الإسلام وثوابته التى دائما كانت تروج له على مدار تاريخها المتواضع، رغم وجود آراء فقهية متعددة كانت تخالف جميع تواجهاتها المتشددة والمنحرفة فى بعض الأحيان، التى أثرت بالسلب على هوية الإسلام السنى ورعايتها المزعومة له محليا وإقليميا وعالميا.

باعو دينهم بعرض من الدنيا، فحكم الملك محمد بن سلمان وجلوس على عرش المملكة مقابل التطبيع مع الكيان الصهيونى عبر صفقة القرن، وليس ذلك فحسب بل وتحويل المجتمع السعودي من محافظ إلى مجتمع تسوده الإباحية والحرية المطلقة بلا أى أداة من أدوات الضبط الدينى أو الاجتماعى، فكانت إقامة الحفلات الصاخبة فى شوارع المملكة وانتشار المعازف وألوان الغناء الإباحى فى كل مكان، واكتمل المشهد ببيان حكومي قال إن المملكة ستفتح أكثر من 300 دار سينما بأكثر من ألفي شاشة عرض بحلول عام 2030، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تسهم صناعة السينما بنحو أكثر من 90 مليار ريال (24 مليار دولار) في الناتج المحلي الإجمالي واستحداث أكثر من 30 ألف وظيفة دائمة إضافة إلى أكثر من 130 ألف وظيفة مؤقتة بحلول عام 2030.

وتابعت المملكة سيرها قدما على يد البطل المغوار صاحب الفكر المتطرف محمد بن سلمان، نحو الانهيار والانحلال الأخلاقى وتدمير ثوابت الدين، التى كانت أحد أهم سمات المملكة، أطهر بقعة على ظهر المعمورة تكريما لها كونها تحتضن قبلة المسلمين، وتاريخ حافل بالسيرة النبوية الشريفة. فكان الخرس والعمى الذى أصاب الدبلوماسية السعودية، ومنعها من التعليق على قرار الإرهابى الأمريكى ترامب حول القدس الذى اعتبرها عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل.

تحدثت تقارير عالمية عن موافقة ضنية من الحاكم الظالم فى السعودية على هذا القرار فى إطار صفقة القرن، وفى سياق سياسة التطبيع مع الكيان الصهيونى مع مملكة السعودية الحزينة.

وأنا هنا لست بصدد حصر عشرات الشواهد التى حدثت فى السعودية على يد المتطرف محمد بن سلمان، والتى أكدت محاولاته المقصودة لتغيير الهوية الإسلامية فى المملكة من أجل إرضاء الأمريكان والغرب وتلبية مطالبهم طمعا فى حلب البقرة السعودية، التى استطاع وحده الإرهابى ترامب أن يحلبها بقيمة 468 مليار دولار.

كما أننى لست من أنصار الفكر المتشدد فى الدين فأنا مسلم معتدل أصلى وأصوم وأحفظ ما تيسر من كتاب الله وأعرف بعض الأحكام الفقهية التى أعيش عيلها وأتعامل من خلالها مع الاخرين وإذا تعثرت فى شيىء أسأل أهل الذكر.

أيضا أسمع الأغانى وأذهب إلى دور السينما وأشاهد الأفلام، وقبل كل ذلك أحب أن أقول الحق ولا أزن الأمور بمعايير متبانية، فليس هذا من شيم المسلمين فأخلاق المسلم معروفة وينبغى الحفاظ عليها، والتأكيد على أنها عزة وكرامة المسلم فى انتماءه إلى هذا الدين، وحقا علينا أن نفتخر به فلقد أعزنا الله بـالإسلام وميزنا على غيرنا وخصنا بكرامات لا حصر لها لمن عرف قيمته واتبع كلام الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

الشاهد أننى منذ أسابيع أصابنى نوبة من الضيق والكآبة من السعودية الحزينة التى لم تكن كذلك وبدت كل يوم تنزلق نحو المجهول مع سبق الإصرار والترصد.

من أجل ذلك قررت عدم الذهاب إلى المملكة السعودية الحزينة وأدعو ملايين الفلاحين المصريين الذين يرغبون فى أداء العمرة أو فريضة الحج عدم الذهاب تضامنا منهم واعتراضا على سياسة الحاكم المستبد، وحرمان المملكة من مليارات الدولارات التى تنهال عليها سنويا جراء زيارة الفلاحين المصريين للأماكن المقدسة، فالوطن أضحى فى أشد الاحتياج لهذه الأموال لعلنا نسترد قوتنا الاقتصادية والعسكرية يوما ما التى بها نستطيع أن نحرر وطننا العربى من أفكار وسيطرة الصهيونية العالمية علينا.

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى