رأى

أحمد يحيى حارس مرمى الاتحاد الأصيل والراحل العزيز دكتور أشرف الغنام (مقال)

بقلم: أ.د/صلاح يوسف

وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق

بالرغم من هزيمة نادى الاتحاد السكندري فى كرة القدم مساء أمس بخمسة أهداف إلا أن هناك أشياء وذكريات جميلة.. كان الاخ العزيز الجميل الراحل دكتور أشرف الغنام عليه رحمة الله يشجع نادى الاتحاد ودائما ما كان يذكره بلقب سيد البلد كما هو معروف به النادى العريق، ودكتور أشرف كان دائما ما يفرح وتفرح منشوراته عندما يفوز سيد البلد، وكان يعجبنى هذا جدا.. فكل اهالى محافظة أو مدينة أو قرية أو قرى يشجعون النادى الذى يمثلهم، والفكرة أن الجميع يتمنى التفوق ويتمنى التواجد فى كل ساحة رياضية أو علمية أو اجتماعية أو سياسية وبالأحرى إنسانية.. لأن الإنسان يجمع فى داخله كل هذه الأشياء الجميلة المتنوعة ويتمنى تواجده فيها أو على الاقل ما يعبر عنه أو يمثله.

أصابنى الزعل لهزيمة الاتحاد السكندري لشعورى بما يشعر به أهل الإسكندرية فى يوم لم يكن يوم المدير الفنى واللاعبين و الجمهور أيضا.

أما الكابتن أحمد يحيى حارس المرمى والذى فقد أخيه أمس وبالرغم من حزنه ومصابه إلا أنه حاول الوقوف بجانب زملائه فى الفريق، يقينا لم يكن موفقا أحيانا أو بعض الكرات مثل كل حراس مرمى الأندية المصرية فى الشهور الأخيرة أو ربما الثلاث سنوات الأخيرة، ولكن عدم التوفيق أصاب زملاء أحمد يحيى قبله بينما أصاب الجمهور القليل الحاضر سوء السلوك وغياب الإنسانية وغياب لياقة وادب تشجيع الفرق الرياضية، فغاب أيضا عنهم الروح الرياضية والاخلاق والمروءة واساءوا للاعب بشكل عدوانى سادى عقيم.

فى المقابل تجمع تقريبا جميع من فى الملعب من مديرين فنيين واداريين ولاعبين من الفريقين المتنافسين ليقفوا إلى جوار احمد يحيى يدعمونه ويهدئونه ويثنون عليه فى مشهد غاية فى الرقى والتحضر، وعلى رأس هؤلاء كابتن عماد النحاس المدير الفنى لفريق الاتحاد رافعا عن حارس المرمى حرج المسؤولية عن المباراة، وكابتن احمد ناجى مدرب حراس المرمى الكبير سواء فى منتخب مصر أو النادى الاهلى أو الاندية التى ساهم فى تدريب حراسهم وتوجه مباشرة إلى حارس مرمى الفريق الخصم ليحتضنه ويهدئه ويدعوه بالاستمرار والتفوق، وايضا حارس المرمى الكبير الرائع عامر عامر الذى سارع ليهدئ من روع وحزن وضجر زميله فى الفريق المنافس.. هكذا يكون الرجال دائما.

كانت اللفتة من الجميع رائعة فهذه هى الرياضة وما يجب أن نتعلم منها الروح الجميلة والآداب العامة والمنافسة واحترام الآخر ومحاولة إمتاع النفس والناس قدر الإمكان وقدر الإمكانيات.

ومازالت الرياضة بالرغم من كل عيوبها الناشئة عن سوء الإدارة مثل كل شئ لدينا.. مازالت هذه الرياضة هى المتنفس والقيم الطيبة الجميلة والتعبير بحرية وديمقراطية مشوبة بعيوب التخلف السياسي والادارى فى منظومتها أو منظومتنا.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى